وداعاً أيها الحب
وداعاً أيها الجاثم على عرش الكبرياء ...
وداعاً أيها القابض على قلوب العاشقين...
وداعاً يا من أقبلتَ نوراً ورحلتَ ظلمة...أقبلتَ ملاكاً ورحلت شيطاناً رجيماًًً...إعلم أيها الحب...الذي علمني ...كيف أعشق...وكيف أغار...أنك أستاذ الوفاء...وملك الكبرياء...وإنك وإن رحلت...فإن الأرض لن تتخلى عن دورانها...وأن الأقمار لن تتوقف عن تأدية واجبها...رغم ذلك أقول لك وداعاً...لأنك الصمت...الذي يدفن في طيّاته...حقداً مطعماً بالخيانة...ولأنك يد شيطانية...يلفها جلد أبيض ناعم...ولأنك عاصفة تأخذ قلوب الأبرياء...إلى الدرك الأسفل من الإحباط واليأس...واعلم أيضاً أنك تتلذّذ بتعذيب الأفئدة...التي يقدمها إليك العاشقون قرباناً طامعين بالسعادة والأمل...
وداعاً يا من تدّعي الطهارة والعفة...ويا من تدّعي أنك ذلك الملاك الطاهر...الذي يدفع سعادته ثمناً لسعادة العاشقين...فأي ملاك طاهر أنت؟ وشرابك دموع العاشقين...بل أي ملاك طاهر أنت...والحقد والكبرياء من صفاتك الخفية...وجفاف القلوب الخضر...قوتك اليومي...؟ولكن اعلم ايها الحب الشيطاني...أنه بعد كل عاصفة...تنمو أوراق وتخضرّ أوراق وتزهر أشجار...وتتفتّح أزهار...ويولد طائر يعيد إلى القلوب سكرتها وبهجتها ولأنّي كافر بك من اللحظة ...أقول لك وداعاً إلى الأبد
